القدس تحت الاحتلال

حكاية القدس تحت الاحتلال

  • حكاية القدس تحت الاحتلال

اخرى قبل 5 سنة

حكاية القدس تحت الاحتلال

كانت القدس في بؤرة استهداف الاحتلال بحكم رمزيتها وموقعها في وجدان العرب والمسلمين، منذ الانتداب البريطاني واحتلال إسرائيل للمدينة المقدسة في حربي عام 1948 و1967، ويركز الاحتلال سياساته وإجراءاته لتهويد المدينة وإفراغها من أهلها بشتى الطرق.

 

الأفلام الستة التالية (فيديوغراف) تقص علينا حكاية القدس وما تعرضت له تحت الاحتلال، وتتناول كل حلقة مرحلة من مراحل عبث الاحتلال بواقع المدينة المقدسة.

احتلت مدينة القدس من قبل الجيش البريطاني في ديسمبر/كانون الأول 1917، وذلك بعد شهر من إصدار وعد بلفور.

 

وفي عام 1922، منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، واستمر الانتداب حتى إعلان انتهائه عام 1948، وفي حينه كانت أعداد اليهود قد تزايدت بشكل ملحوظ وزادت قوتهم.

 

وفور انتهاء الانتداب، أعلنت العصابات الصهيونية قيام إسرائيل وغربي القدس عاصمة لها، وبذلك تم احتلال 84% من المدينة.

 

عمل الاحتلال على زيادة أعداد اليهود وتقليص أعداد الفلسطينيين حيث أقيمت 12 مستوطنة، في حين خضع الشق الشرقي من المدينة المقدسة لحكم الأردن وأبرز معالمه البلدة القديمة وفيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة، وبقي الوضع كذلك حتى احتلال ما تبقى من القدس يوم 5 يونيو/حزيران 1967.

 

القدس والنكسة.. أسباب ونتائج الحرب (6-2)

يوم 5 يونيو/حزيران 1967 شنت إسرائيل حربا على ثلاث دول مجاورة لفلسطين هي الأردن وسوريا ومصر.

 

وتعود أسباب هذه الحرب لعدة أحداث بينها مطالبة مصر بسحب قوات الأمم المتحدة من سيناء وحشد الجيش المصري قواته فيها، وإغلاق مصر مضائق تيران (الممر المائي بين خليج العقبة وبقية البحر الأحمر) في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب عليها.

 

ومن أسباب الحرب أيضا جهود التسلح التي كانت تبذلها مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.

 

استمرت الحرب من 5 يونيو/حزيران حتى العاشر من نفس الشهر، ثم أصدر مجلس الأمن قراره رقم 236 يدين فيه أي تحرك للقوات بعد هذا التاريخ، وهكذا اتسع ما كانت تسيطر عليه إسرائيل إلى ثلاثة أضعاف ونصف الضعف ما كانت تسيطر عليه عام 1948 بحيث أصبح نحو ثمانين ألف كيلومتر مربع من الأراضي العربية: سيناء وهضبة الجولان وقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك شرق القدس.

كانت القدس الهدف الأول للعدوان الإسرائيلي عام 1967، حيث عزلتها قوات الاحتلال عن محيطها في الضفة.

 

وكانت الخطة الإسرائيلية لاحتلال الضفة والقدس ترتكز على أساس توجيه ضربة حاسمة لأي قوات شمال القدس للسيطرة على المرتفعات حول المدينة مما يسهل تطويقها، وإحكام السيطرة على الطرق المؤدية إليها.

 

يوم الخامس من يونيو/حزيران 1967 طوقت القوات الإسرائيلية مدينة القدس، واحتل لواء المظليين جبل الطور من جهة الشرق، أما من جهة الشمال فكان يتمركز لواء المشاة وآخر آلي، بينما كانت مهمة لواء المشاة المعزز بالمدفعية والدبابات احتلال جبل المكبر.

 

وفي صباح السابع من الشهر نفسه بدأ الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية الهجوم على المواقع الأردنية في حي الشيخ جراح، ثم طوق الاحتلال المدينة من الشمال والجنوب، في حين سقطت الأحياء خارج سوق القدس القديمة، واستمر القتال داخل شوارع المدينة.

 

وفي اليوم ذاته ركز الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي على تلال القدس الشرقية في المطّلع وجبل الزيتون، وتقدم لواء المظليين باتجاه ساحة المتحف ورأس العامود وسلوان.

 

وفي الساعة العاشرة صباحا اقتحمت القوات الإسرائيلية القدس الشرقية واحتلت أحياءها وشوارعها الرئيسية، ووصلت باحة الأقصى وحائط البراق، ثم تمت السيطرة على كامل المدينة المقدسة مساء.

 

اقتحم مناحيم بيغن مدينة القدس بمشاركة وحدات المظليين وما عرف بلواء القدس في جيش الاحتلال، معلنا الاستيلاء على المدينة يوم 7 يونيو/حزيران 1967.

 

وأعلن الاحتلال تشكيل إدارة عسكرية للضفة الغربية يرأسها حاييم هرتسوغ، واتخذ من فندق أمبسادور شرقي القدس مقرا له، وعُينت إدارة عسكرية لشرقي القدس برئاسة شلومو لاهط.

 

وبعد أن هدأت أصوات المدافع فوجئ الاحتلال بخروج الآلاف من سكان البلدة القديمة الذين ظن أنهم غادروا المدينة، فشرع في حملة اعتقالات وتهديد للسكان لإجبارهم على المغادرة طوعا، لكن السكان صمدوا وبقوا فيها إلى اليوم.

 

ما إن دخلت قوات الاحتلال القدس حتى شرعت في فرض قوانين سعيا لتهويد المدينة، وفي محاولة منها للحفاظ على المدينة المقدسة وطابعها الإسلامي شكل أعيانها الهيئة الإسلامية العليا، ومهمتها حماية وإدارة الشؤون الدينية وخاصة المسجد الأقصى برئاسة الشيخ عبد الحميد السائح، إلا أن سلطات الاحتلال أبعدته في اليوم التالي.

 

ومن سياسات الاحتلال بعد الاحتلال: تطبيق ما يسمى قانون أملاك الغائبين الذي يجيز مصادرة أملاك كل فلسطيني غادر الضفة قبل وخلال احتلالها.

 

ومنها أيضا تغيير أسماء الأماكن والأحياء والآثار، مثل حائط البراق الذي سمي حائط المكبر.

 

ولم تقتصر سياسة مسّ الآثار على المسميات، بل تجاوزت ذلك إلى هدم أحياء فلسطينية كما حدث في حارة المغاربة، كما هدم أكثر من 135 منزلا وعقارا، وتم تهجير قرابة ستة آلاف من سكان القدس.

 

وإضافة إلى كل ما سبق، اعتمد الاحتلال سياسة الاستيطان في عدة مراحل، بدأت أولاها بمصادرة نحو أربعة آلاف دونم أنشأ عليها المستوطنات لفصل الأحياء بشريا وجغرافيا.

 

 

كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 من أبرز نتائج سياسات ما بعد احتلال القدس، وفي حينه عطلت إسرائيل وصول سيارات الإطفاء مما اضطر المقدسيين لاستخدام أدوات بدائية لنقل المياه.

 

وبعد احتلال المدينة، عمدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تنفيذ توصية من اللجنة الوزارية لشؤون القدس عام 1973 وتتمثل في عدم السماح بأن تتجاوز نسبة السكان الفلسطينيين 22% من السكان، فتم رسم حدود جديدة لـ "القدس الكبرى" عام 1993 لتشكل أراضي المدينة ستمئة كيلومتر مربع لربط المستوطنات بالمدينة.

 

وعام 1996 شهد الأقصى سلسلة اعتداءات وحفريات أحدثت اهتزازات بجدران المسجد الشريف، ثم دخلت القدس منعطفا خطيرا بعد اقتحام شارون للمسجد المبارك عام 2000 حيث انفجرت انتفاضة الأقصى وارتقى آلاف الشهداء، وما زالت الاقتحامات مستمرة.

 

وعام 2002 وضمن سياسات الاحتلال للتفرد بالمدينة المقدسة، أقيم جدار العزل حول القدس ففصل 125 ألف مقدسي عن مراكز حياتهم داخل مدينتهم.

 

وسحب الاحتلال منذ سيطرته على القدس هويات آلاف المقدسيين وهدم نحو ألفي منزل وقضم آلاف الدونمات من الأراضي لصالح الاستيطان، حتى بات داخل القدس 26 مستوطنة، إضافة للمستوطنات المحيطة بالمدينة المقدسة.

 

التعليقات على خبر: حكاية القدس تحت الاحتلال

حمل التطبيق الأن